"نفسي الاقي مكان
اركن فيه بسهولة".
قالها (سالم) في حنق و هو يقود سيارته النظيفة ، (سالم)
شاب في الثلاثنيات من عمرة يبدو علية الاناقة المبالغ فيها يرتدي نظارة الشمس
واضعا في معصم يده كثير من هذه الاشياء التي تسمى – الحظاظات – طالق لحيته مهذبه
للغاية ذو شعر ناعم و كأن رسام محترف هو من صففه ، يبحث يمينا و يسارا بعينيه ليجد
مكانا مناسبا يركن فيه سيارته، في نهاية الامر لم يجد مكان مناسب بعد عدد من اللف
في شارعة ، قرر أن يضع السيارة على مطلع الجراج الخاص بعمارته ، و لكن قبل أن أن يذهب
إلى الجراج لفت نظره شئ في خارج السيارة ففتح نافذته و رفع يده قائلا:
- (بيسو) حبيب
قلبي عامل أيه ، فينك يا عم؟!
رد علية المدعو بيسو بترحاب و إبسامة واضحه:
- (سولي) واحشني
أوي اركن و تعالى مستنيك .
– حاضر جايلك
أهو.
ثم تمتم محدثا نفسه بصوت خافت و هو يركن السياره على
مطلع الجراج: هيقعد يرغي ة يصدعني و انا عايز اطلع.
ترجل من سيارته و ذهب ل(بيسو) وكررا السلام مرة أخرى و
لكن هذه المرة بالأيدي و القبلات ثم ركن (سالم) وسطه على مؤخرة سياره في الشارع و
أخرج علبة السجائر من جيبه الأيمن و أشعل سيجارة بولاعته الذهبية ثم وضع يده
اليمني فجيبه و أمسك السيجارة بيده اليسرى ثم بدأ الحديث:
- فينك يا عم
مختفي بقالك فترة.
رد علية (بيسو) و هو يعتلي وجهة ملامح من الإرهاق :
- مفيش أمي كانت تعبانة شوبة و بقالي كام يوم في
المستشفى معاها.
– لأ الف سلامة
عليها و تمام دلوقتي و لا لسة تعبانة ؟
- الله يسلمك ،
الحمد لله بتتحسن ، سيبك أنت من الموضوع
ده ، قولي أخبارك أيه و جدك عامل أيه لسه بيفحتك؟
رد عليه سالم و هو ينفخ:
- أه يا عم مطلع عيني، حاجة تقرف ، لسة كان بعاتني
أجيبلة المعاش من البنك في اخر الدنيا.
– معلش يا عم
ربنا يخلهولك – مبتسما
أنتفض (سالم ) فجأة و هو يرد:
- لا أبوس إيدك
مبحبش الدعوة دي ربنا هيخلي أيه أكتر من كده الراجل داخل على ال 95 قول مثلا ربنا
يحسن خاتمته ، ربنا يفنكره ، ده صحته ما شاء الله بمب و لا حتى بدأ ينسى أي حاجة.
ضحك بيسو من أسلوب سالم و هو يرد:
- أيه يا عم فيه أيه ... أيه الكره ده.
– لأ مش هو مش
كرة بس أنا داخل على الأربعين و لسة مختش ورث أبويا لغاية دلوقتي ، عايز أعيش
حياتي شوية.
– أبوك بصراحة عمل معاك السليمة أول ما لقاك عيل بايز
كده كتب كل حاجه لجدك و فنيخك و جدك نفسه مش معرفك أي حاجة.
نفث (سالم) دخان سيجارته و هو ينظر لأعلى:
- شفت يا عم و
في الأخر تقولي ربنا يخلهولك ، سيبني في حالي ، يلا أنا هطلع بقى، سلام.
– طب ما تقف
شوية مالك مستعجل ليه.
– يا عم أنا كنت
واقف معاك لغاية ما الاقي مكان يفضى و
أركن فيه العربية.
– براحتك يا عم
سولي يلا سلام .
ترك (سالم) (بيسو) و ذهب ليصعد سلم العمارة ومن ثم دخل
المصعد دفع الباب بكتفه ، أخرج المفاتيح من جيبه وضعها في الباب ، فتح الباب وضع
النظارة و المحفظة و مفاتيح السيارة و السجائر والولاعة علىمنضده بالقرب من الباب.
شقة واسعة بها أثاث بسيط ، تلفزيون حديث ، يبدو من الوان
الحائط الباهتة قدم هذه الشقة و عدم
الإكتراث بتنظيفها.
صاح (سالم) مناديا على جده:
- جدو انت فين ، جدو ، جبتلك المعاش يا جدو.
بدأ يتحرك (سالم) ناحية الغرفة ، وضع يده على مقبض باب
الغرفة و فتحها و هو ينادي :
_ جدو أنت نايم
، جبتلك المعاش ؟، مش عوايدك تنام كل ده
دخل علية فوجد جده ، نائم بالفعل بلا حراك و تكلم بصوت
عالي:
- جدو هتصحى دلوقتي
و لا لأ أنا جبتلك المعاش ، يا جدو؟
وضع يده على كتفه بقلق بدأ يعتلي ملامحة و هو يهزه هزات
خفيفة :
- جدو جدو جدو .
و لكن جده لم يستيقظ و لم يتحرك.
توسعت حدقتا عيني (سالم) في محجريهما، تداخلت و تزاحمت الافكار داخل رأسه، هل مات ؟ ، سأرث
الان؟ هعيش حياتي بقى؟.
قرر أن يتأكد أكثر نزل برأسه على صدر جده ليسمع دقات
قلبة ثم رفع رأسه فجأه مصدومأ محدثاً نفسه:
ده لسه عايش أمال بيصحاش ليه ، أسيبه يموت ؟، و لا ألحقه
و يمكن يعيش؟ ، مش ده هيبقى نصيبة ؟.
أغمض عينيه في تألم واضح ثم حسم هذا الصراع، وضع يديه تحت جسد جده و حملة و سار خارجا من الشقة متجها ناحية باب المصعد ثم نزل به الدور الأخير ثم ضرب الباب بقدميه ليفتحه بعد أن أستقر ،خرج منه مسرعا، نزل سلم بوابة العماره ، رفع رأسه لينظر على مكان السيارة ثم تسمر مكانه واقفا حاملا جده من تأثير الصدمه من ما رآه عند مكان سيارته.
يتبع...
اه الي حصل بقي
ردحذفكملت و لا لسة؟
حذف