الأربعاء، 2 مايو 2018

المعسكر 5









و تجمد الموقف و الصورة تماما، لما تحمل طلبات الجن على لسان الناجي من معان خطيرة، تحمل في طياتها رائحة الدم الذي سينسال متدفقا و يعلم الله ما لذي يمكن أن يوقف هذا النزيف بين هذين العالمين.

ــ عايزيني أنا؟

نطقها عمرو العاصى.

ــ آه .. هما عارفينك و عارفين نسلك كلهم واحد واحد و عايزينك عشان يوقفوا نسل العيلة بتعتك و ينتقموا لكل اللي حصلهم من أهلك و علمهم اللي ضر كتير منهم و اللي بسببهم أتفرق شملهم .. حظك إن الجن اللي هنا ده كان ليه تعامل قديم مع جدك و من ساعتها و هو هربان هنا و خايف يرجع لأهله، لغاية لما جه هنا و لقى كم واحد من الحن اللي سيطر عليهم و تزعمهم وعاش معاهم لغاية لما اشتغل المركز ده هنا بمجندينوا و عكننا عليهم عيشتهم و شاركناهم المكان لا ده بالعكس أحنا ضيقنا عليهم و فضلوا يعيشوا في الدور الخامس المقفول لغاية لما جيت أنت و قرروا أنهم يخرجوا من مكانهم عشان يخدوك .. أو بمعنى أوضح يقتلوك.

خيم الصمت على المكان وتناثرت الأفكار في أدمغة المجندين منهم من خاف و منهم من ارتعش و توقفت شعيرات جسده و منهم من ظل يلتفت حوله في قلق كأن هناك من يراقبهم أو يجلس معهم يسترق السمع لما يقولون حتى خرق الطحلاوي السكوت قائلا:

ــ طب احنا هنعمل أيه لعمرو دلوقتي يا ناجي باشا؟؟

رد ناجي:

ـــ هنروح أنا و عمرو نقعد مع الدميري باشا هنشوف هنعمل أيه في الورطة دي.


****


في غرفة الضابط عادل الدميري جلسوا ثلاثتهم صامتين بعد أن قص ناجي ما حدث في المسجد و طلب الجن في ترك عمرو لهم .. ثم قال عادل:

ــ ننزل عمرو إجازة مفتوحة .. او ننقله مركز ثاني.

رد ناجي:

ـــ لو هربناه من هنا مش هسيبونا في حالنا و ممكن يلبسوا أي حد و يهلوسونا.

عمرو:

ــ يهلوسونا؟!!!!

ــ آه عشان كده لما المبنى ده لما كان شغال من زمن طويل و كانوا بيجيبو فيهم ناس مجانين كانوا بيتجننوا أكتر لدرجة إن الناس اللي كانت شغاله هنا هي كمان كانت بتتهلوس .. لغاية لما سابو المكان و قفلوة، فا هيعملو فينا كده و يقضوا علينا كلنا.

الظابط عادل في سخرية : ممممممم .. هنعمل أيه يا عمرو باشا؟!!!

عمرو:

ـــ يا عادل باشا أنا عمري ما كنت أتوقع ان كل ده ممكن يحصل بسببي خصوصا إني متمرد و رافض عمل أبويا و أجدادي، لكن الأمر أمرك اللي تأمر بيه هعمله.

صمت عادل كثيرا و أغمض عينه بقوة ثم فتحهم و قال:

ــ مفيش قدامنا غير المواجهة، مينفعش نسيبلهم عمرو مهما كان التمن يا ناجي، و زي ما انت قولت لو هربناه ممكن يقضوا علينا كلنا .. لازم نواجه.

رد ناجي:

ــ أيوة يا عادل باشا بس دول حن و جن منقدرش نواجهم بأيدنا حتى الرصاص ميأثرش فيهم، العالم دي ليها أسلحة معينه.

قال عادل:

ــ أسلحة معينة أزاي؟!!!

ــ الفكرة مش في نوع السلاح .. لكن الأسلحة اللي بتقضي عليهم لازم يكون محفور عليها طلاسم قتل الجان.

رفع عمرو رأسه فجأه ينظر لناجي في تمعن كبير متفحصا أياه من أخمص قدميه حتى أطراف شعرة، حتى إن ناجي سأله:

ــ مالك يا عمرو؟

ــ لا مفيش بسمعمك .. طب و هنجيب الحاجات دي منين؟؟!!

ــ لو عادل باشا يسمحلي يوم أو يوم بليلة أورح أجيب كل اللي محتاجينه من البلد و آجي؟

نظر له الضابط عادل مترويا ثم هز رأسه بإيجاب موافقا ثم أكمل ناجي:

ــ و لغاية لما آجي لازم عنبر عمرو كله يبات برة المركز يا عادل باشا عشان ميجبوش الأذي للمركز بالكامل بعد ما عمرو فتحلهم سكة لما كان قالع السلسلة أنهم ينزلوا من الدور الخامس، و لأن المعسكر بتاعنا متحصن ضد الجن و ميقدرش يخرج منه لكن في نفس الوقت لما يلاقيهم بايتين برة يطمن رئيس الجن أنك لسة موجود.

عمرو في قلق:

ــ هنبات فين؟!!

ـــ هنفتحلكم أوضه من أوض التمركز الأمامي بيبقى فيها عشر سراير، نامو فيها لغاية لما أرجع و نشوف هيحصل أيه.

هز عمرو رأسه في أستسلام ثم قال الضابط عادل:

ــ ماشي يا ناجي بلغ الصول منصور بالترتيبات و أخلوا العنبر و أتحرك أنت مع شروق الشمس.

قام كل من عمرو و ناجي و أدوا التحية العسكرية ثم أنصرفوا و هم يخطو للخارج سويا أوقف ناجي الأزهري عمرو العاصي و قال:

ــ احنا هنعملكم إخلا من العنبر دلوقتي بس أنا لازم أقولك حاجة قبلها، البيات برة المركز الجن مش هيعدوه بالساهل أبدا، الجن مش هيعرفوا و انتوا برة يضروكوا لكن الجن دول ليهم أصحاب ممكن يخدموهم في أي وقت.

عمرو بذهول:

ــ أصحاب؟!!.

ــ لما إبليس كان عايز يخش الجنة لآدم و حوا عمل أيه؟؟!.

نظر له عمرو في أستفهام بدون أجابه فأجاب ناجي:

ـ دخل مع التعبان.

ــ أيوة ده إبليس يا ناجي؟؟

ـ إن أبليس كان من الجن يا عمرو .. التعابين أصحاب الجن و خدامهم فا لازم تعملوا نوة صحيان و الباقى نايمين و أنا هحاول أخرج معاك سلاح برده يمكن تحتاجه.

ــ سلاح أيه ياناجي هو احنا بنعرف نستخدمه؟؟

ـ آه صح .. خلاص أسلحة بيضه تنفع برده ..يلا بينا على الصول منصور عشان نبدأ نجهز.

بتردد قال له عمرو:

ـ طب بص أسبقني أنت و أنا هروح أخش الحمام أتوضأ عشان صلاة العشاء و أحصلك على العنبر.

ـ طيب ماشي متتأخرش.

تفرق كل منهم في طريق مختلف و بين كل لحظة و أخرى ينظر عمرو خلفه ليتأكد أن ناجي قد أبتعد عن مرمى بصرة ثم غير طريقة ليذهب لمكان آخر غير الحمام كما أخبر ناجي الأزهري، و يبدو ان عمرو سوف يفعل شئ خارج نطاق الخطة الموضوعة.


أنتهى الجزء الخامس 
مع تحيات معتز حجازي
للجزء السادس دوس عاللينك.
https://cattib.blogspot.com.eg/2018/05/6.html


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المعسكر 6 .. الأخيرة

قرب نهاية الليل و قبل بزوغ الشمس بحوالي ساعتين و أكثر .. وقفت الفصيلة على شكل طوابير منتظمة الشكل في أبعد أركان باحة مركز التدريب، متكوم ...