وقف (سالم) أمام العمارة مدهوشا لا يعرف كيف
اتى إلى هنا و لا متي ينظر عن يمنيه و عن يساره، يبدو المكان مألوفا و لكن لا
يذكره جيدا، لا يعرف متى دخل هذا المكان إلى خلا يا ذاكرته، نظر إلي بوابة العمارة
، و جد صوت داخلة لا يعرف ما هيتة يدفعة للدخول، دفع باب بوابة العمارة بقوة، كان
ثقيلا للغاية حتي إنه بعد أن فتحة وجد نفسه يلهث من إرهاق شديد، نزل على ركبتية
لكي يستريح قليلا، ولكن وقت مكوثه على قد طال،الإضاءه كانت لم تكن كافية ليري كل
التفاصيل من حوله قرر أن يقف على قدمية لم يعرف، نظر عن يمينه وجد هناك مسند معدني
يبرز من الحائط ذهب إليه زاحفا في خطوتين وصل إليه، رفع يده و أمسك به ليرفع جسده
و ضع يده الأخرى، عافر كثيرا ليقف على قدمية، نظر أمام ليجد سلم، ذهب إليه و هو
ممسك هذا المسند يخطو خطوة خطوة، ترك المسند و وضع قدمية على أول سلمة كانت قدمه
ثقيلة للغاية، لا يعرف لماذا و لكن كان بداخلة هذا الاصرار الطفولي الذي يجعلك
تقدم على ما لا تعرفة رغبة في المعرفة فقط، ، وضع يده على الدرابزين ليساعده على
مقاومة وهنه و أخذ يصعد سلمة سلمة، تسللت بعض القوة إلى قدمية فضرب الدرابزين بيده
و صعد بمفرده بدون اللجوء اليه، و علي مرمي البصر و أن هذا الدرابزين قد إنتهى و
لا يكمل معه السلم، لا يتذكر كم طابق صعد، حوالي إثنين أو ثلاثة، صعد آخر بدون
الدرابزين ثم و جد قوته زادت فصعد أسرع و بدأ يلحظ أن عرض السلمة يقل، كلما صعد
يقل، حتي إنه كلما يصعد أكثر قوته تزيد و
الخوف يتسلل إليه أكثر فأكثر، أصبح عرض السلمة صغير للغاية حى بات يضع قدمية فقط و
الرجوع للخلف أصبح دربا من المستحيل، أكمل صعوده في حذر شديد و نظر إلى الطلبق
أعلاه و جد باب، على ما يبدو أنه الطابق الأخير، وصل إليه، و جد مقبض، أمسكه و
أداره للأسفل فواجهه صعوبة و لكن مع بعض القوة أمكنة يفتحة، دفعه بكتفه، و دخل
خطوة، سمع أصوات كمثل زجاج يتهشم، نظر للأسفل، وجد نفسه وضع قدميه على زجاج هشمه
بهما، رفع رأسه أمامه مجدداً وجد نفسه أمام فراغ غير محدود لا يعلم عنه شئ ...
-
- يا أستاذ يا أستاذ ... يا أستاذ.
تسلل الصوت إلى أذني (سالم) تدريجيا رفع رأسه ليوقظه من غفلته، رفع رأسه
ليجد شخص على ما يبدو أنه يعمل في المستشفى فرد علية:
- نعم.
نظر إلية الدكتور نظرة تعاطف لما رآه على و
جهه من هم و حزن و قال:
- البقاء لله ... الحج تعيش أنت.
خرج (سالم) من هذه الفتحه الصغيرة في الأرض
الذي لا يتمنى أحد أن ينزلها محمولا أو حاملا .. المدفن، بقدمية العاريتين، و نفض يديه من التراب مكان أثر و ضعه على جده
و لبس حذاءه و دخل في أحضان بعض الأقارب الذين لم يرهم منذ سنين ثم و قف في أول صف
صنعوه ليأخذو عزاء قليل من اناس الذين حضروا، إلى أن سلم عليه آخر المعزيين و كان
رجل شيخ و قال له:
-
سلاموا عليكو ... البقاء لله ... المرحوم كان عزيز عليه أوي و الله.
فرد عليه (سالم) شارداً:
- و نعم بالله ... حضرتك صاحبه؟
-
أنا عم (محمد) صاحب الكشك اللي على ناصية الشارع اللي وراكوا.
– آه
، إزي حضرتك، و صحتك عاملة؟
-
بخير، زي ما أنت شايف، الحمد لله على كل شئ.
– شد
حيلك، جدك كان سيبلي جواب ليك موصيني أدهولك و دي أمانة يا بني لازم أوصلها.
رد (سالم) عاقداً حاجبيه:
-
جواب؟
- آه، جدك كان حاسس أنه هيموت، فاسبلك الجواب
ده.
ثم وضع عم (محمد) يده في جيبه ثم أخرجها ممسكه
لجواب، ثم مد يده ليعطيه لسالم.
أخذ (سالم) الجواب بلهفة، مزق الغلاف في
سرعة، أخرج ورقة الخطاب و فتحة ثم بدأ يقرأ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بعد التحية،
بحكم سنى و ما مررت به من خبرات أعلم جيدا أن
الإنسان في مرحلة من مراحل عمره يسوقه القدر ليبقى وحيدا، و لكني أعتقد أن قدري
كان قاسيا علي بعض الشئ لأنني تعديت مرحلة الوحدة بكثير، لقد وصلت لمرحل اللا
وجود، هل تعلم ما الفرق بين الوجود و اللا وجود؟.
الوجود أن تلمس الأشياء من حولك فقط ، أما
اللا وجود أن لا تمارس حواسك الخمس مع كائن مثلك، حتي اني فقدت فطرة حب البقاء،
كنت اتونس بالحشرات من حولي و أتكلم معهم.
لن أسترسل كثيرا في كلامي، فأنني أعلم جيدا
أن كلامي لن يؤثر كثيرا فيك لا أريده أن يؤثر فيك فأنا ميت الآن.
بالنسبة لأموال أبيك الذي كنت تريدني أن أموت
لتورثها، فكما تعلم أن الشقة بإسمك أما باقي أموالك و العقارت فقد تركتها و بعتها
لعم (محمد) الذي الذي ترك لك هذا الخطاب فقد كام نعم الونيس في آخر أيامي، عليك أن
تعامل عم (محمد) المعاملة التي كان من المفترض أن تعاملنني إيها و هو ضميرة متى يرد لك
أموالك.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
تمت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق