وصلوا هم الثلاثة للمول .. (نسيم) و زوجته و إبنتهم الوحيدة الصغيرة الجميلة، ذات الاحدى عشر عام من العمر، نسيم رجل تعدى الاربعين من العمر بقليل، ٍنسيم رجل أعمال مصري رياضي الجسد خفيف الحركة يهتم بمظهره جيدا، يرتده قميص أبيض و سروال من الجينس و حذاء أسود، أحرز نجاحات كثيرة في عمله بالخارج و لكنه رجع منذ خمس سنين ليبدأ مشروعاته المقاولاتية في مصر، لإزدهار هذا السوق فيها ثم رويدا رويدا و خلال فترة قصيرة ، أحرز نجاحات عدة و بالمشاركة مع شركة أجنبية رفيعة المستىوي، أنهى أول كمبوند في مدينة السادس من أكتوبر بمقاييس مختلفة عن كل هو مقدم في السوق المصري و وضع حذاءه على أول درجه من درجات الثراء.
القى نسيم التحية على زوجته و بنته ليتركوه و يذهبوا لشوبنج نسائي لعين – من وجهة نظرة - و هو جلس في كافيه من الكافيهات المفضلة لديه و أخرج الاب توب الخاص به و الموبايل، ثم أوصل الاب توب هوت سبوت من الموبايل ليدخل على شبكة الإنترنت و يباشر بعض الاعمال عن طريق الايميل و خلافة .. أندمج في مراجعة أعماله و قراءة بعض من الأخبار ثم جاءة إتصال تليفوني .. رقم غير مسجل لديه 015....... من شبكة الإتصالات الجديدة .. أجاب:
ــ ألو
أستقبلت أذنه صوت رخيم هادئ:
ـــ مستر نسيم إزي حضرتك؟
ــ انا كويس .. مين معايا؟
ــ من غير مقدمات طويلة أنا بكلمك بخصوص عقود التشطيبات بتاعة المنحة اليابانية بتاعة المدارس.
ــــ أيوة مين معايا برده؟
ـــــ أنا عارف إن ليك شريك أجنبي مخلي موقفك قوي في المناقصات الخاصة بالحاجات اللي زي دي.
ـــ ممكن أعرف مين بيتكلم، لأني مش هتكلم في أي حاجة من غير ما أعرف مين معايا.
ـــ مستر نسيم إسمي مش هيفرق في أي حاجة معاك .. أحنا لينا طلبات مش هتقدر ترفضها.
قام نسيم من مكانه تاركاالاب توب و المنضده التي كان يجلس عليها و علامات إنزعاج حاده على وجهه قائلا:
ــــ أحنا ؟!!!! .. أنتو مين و طلبات أيه .. أنا أصلا مش هكمل كلام معاك.
ثم نزع الهاتف المحمول من على أذنه و أغلق الخط بدون سابق إنذار مع محدثه، وقف ينظر يمينا و يسارا و كأنه يبحث عن شخص ما .. تاهت الأفكار في تلافيف مخه فاقدا القدرة على التركيز و في غمرة تفكيرة رن الهاتف في يده بنفس الرقم فأجاب دون أن ينطق إلى أن سمع:
ـــ متقفلش الخط تاني يا مستر نسيم، المكالمة اللي دايرة ما بينا دلوقتي ممكن تكون أهم حاجة في حياتك و حياة عيلتك.
عقد نسيم حاجبيه قائلا:
ــــ قصدك أيه؟
ــــ أنا عامة أعرف عنك كتير و من اللي وصتلو، إنك شخص عنيد جدا عشان كده هسألك سؤال صغير .. الاب توب بتاعك فين؟
إلتفت نسيم بحركة حادة مكان ما كان يجلس في الكافية و لكنه لم يجد شيئا مما تركه على المنضدة قبل أن يقوم، من مكانه ثم أكمل المتصل:
ـــ أنا ممكن أخد منك أي حاجة .. هتسمع بقية كلامي و لا تحب تجرب حاجة تانية؟
سكت نسيم و لم يقوى على الرد و لكنه بلع ريقة فقط فأكمل المتكلم:
ـــ أنا عارف إن شركتك داخلة برأس مال كبير في في منحة المدارس اليابانية و كل المطلوب منك إنك تتعذر عن أستكمال المشروع نظرا لأي حاجة.
سمع نسيم الكلام و لكنه رفض ما يحدث و ما يقال و انه بالقطع لن يفعل ما يقوله هذا المتصل، هل ما يحدث هذا جد أم هزل من أحد يعرفه مثلا ،و هل يقوى المتصل على فعل شئ فعلا .. فكر مليا ثانية و أستجاب لطبيعته المتمرده التي ترفض الإستسلام و أغمض عينيه في قوة و قرر تجاهل ما يحدث و أغلق الهاتف مرة ثانية بدون سابق إنذار.
دخل الكافية ثانية و سأل النادل عن اشياءة التي سرقت و لكن النادل لم ير شيئا و لا يعرف كيف سرقت، خرج نسيم من الكافيه ممسكا موبايله يبحث بعنبه يمينا و يسارا ثم رفع الهاتف و يتصل بزوجته فيقابل الصمت أذنيه نظر للموبايل فوجده لا يستقبل شبكة عقد حاجبيه ثم أطفأه و أشعله مرة أخرى، أحسس ببعض النقر على كتفه من خلفه فألتفت فوجد شخص غريب مع أصدقائه ينظر له و يستأذنه أن يلتقط لهم صورة .. في وسط عواصف أفكاره ألتقط الموبايل من يد الغريب ليلتقط لهم صورة سريعة بعدم تركيز و أهتمام، ثم أمسك صاحب الصورة الموبايل ليرى الصورة و تجمع حوله أصحابه ليعاينوا الصورة معه و لكن موبايله رن مستقبلا مكالمة.
أشعل نسيم الموبايل و حاول الإتصال بزوجته و لكن لم يستجيب و مثل الأمر مع أبنته .. الموبايل لا يستقبل شبكة تماما، شعر ببعض النقر على كتفه مرة أخري فأستنتج أن هؤلاء الشباب يريدون صورة ثانية فالتفت بعصبية غير مقصوده قائلا:
ــ نعم؟؟!!!
وجد بالفعل نفس الشاب مرة أخرى مادا ذراعيه بالموبايل ليعيطيه إليه و قال و تملأ وجهه نظرة غريبة:
ـــ تليفون عشانك.
نسيم في إندهاش مروع:
ـــ نعم!!! .. عشاني أنا.
ـــ أيوه هو قالي أديني الراجل اللي كان بيصورك دلوقتي.
قفز الذهول على وجهه نسيم غير متنازلا عن تركه و هو يلتقط الموبايل ببطئ و يقول:
ـــ ألو.
أستقبله صوت منفعل
ــأنا كنت عامل حسابي إنك هتتعبني .. أوعى تفتكر إنك قفلت الموبايل في وشي إن الموضوع خلص .. أنا هعرفك إنك مبتتعاملش مع أمااااااك .. موبايلك مش هيلقط شبكة غير لما أنا أعوز.. بنتك و مراتك مش في المول و مش هتعرف هما فين غير لما تنفذ اللي بقولك عليه .. تعاملي معاك هيبقا عن طريق التليفون اللي في إيدك ده.
ــ أزاي
ـــ معرفش .. إتصرف .. ده تمن إنك قفلت من غير ما اكمل كلامي .. هكلمك كمان ربع ساعة على نفس الرقم ده عشان نكمل كلامنا .. سلام.
ثم أغلق الخط في و جهه و تركه في و سط حيرة ينظر للموبايل كأنه يستنجد به و وإمارات الاستنكار تكسو ملامحه ، تشققت أحباله الصوتية من جفافها فلم يقوى على قول شئ حتى لو لنفسه.
ترى ماذا سيفعل نسيم في هذا الموقف الصعب.
أنتهي الجزء الأول
يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق