الجمعة، 3 نوفمبر 2017

01 .. (2)



أغلق المتصل الغريب الخط في و جهه نسيم و تركه في و سط حيرة ينظر للموبايل كأنه يستنجد به و وإمارات الاستنكار تكسو ملامحه ، تشققت أحباله الصوتية من جفافها فلم يقوى على قول شئ حتى لو لنفسه ثم قاطع أفكاره صوت صاحب الموبايل الذي يمد يده ليأخذ الموبايل:

ـــ خلصت يا باشا؟

نظر نسيم إليه و الذعر يملأ وجهه غير قادر على الكلام، كل خلية من خلاياة شلت غير قادره على الحركة، رفع يده الأخري التي تمسك بموبايله الخاص، وجد أنه لا يلقط شبكة بالفعل .. نظر في عيني صاحب الموبايل الذي يقول له:

ـــ في حاجة يا باشا .. ممكن الموبايل بتاعي؟

رد عليه نيسم بصوت محشرج رافضا الخروج من فمه قائلا و الموبايل مازال في يده:

ـــ أنا آسف.

قالها نسيم و هو أسف بالفعل، ثم في سرعة ركض هاربا أخذا معه الموبايل الأخر الذي كان يصور به هذا الشاب و أصدقائة و بالطبع سمع من خلفه سباب من صاحب الموبايل بأبيه و أمه ثم سمعه هو أصحابه يتفقان أن يلحقانه من إتجهات مختلفة .. ركض نسيم بسرعة كبيره و هناك أثنان يركضان خلفة و بالفعل كادا أن يمسكانه و لكنه ناور بين الناس بخفة فلم يمسكانه، لمح نسيم بعينيه المصعد و بابه مفتوح ركض نحوة و دخل قبل أن يغلق الباب مباشرة و قبل وصول أصحاب الموبايل إليه ثم صعد المصعد لأعلى، خرج من المصعد متوترا للغاية ينظر حولة في عصبية حاده، أخرج موبايله من جيبه و حاول الإتصال بزوجته و بنته و لكن مازالت شبكته معطله .. نظر للموبايل الذي سرقه و موبايله، الأثنان نفس الماركه (أيفون) .. دخل متجر ملابس مشهور إلتقط قيمصا أصفر فاقع اللون و دخل غرفة تغيير الملابس أغلق الباب .. وقف يلتقط أنفاسه.

ما الذي يحدث بالضبط؟

ما الخطأ الذي أرتكبته؟

من من الممكن أن بفعل بي هذا؟

نظر للهاتفان في يده .. يبدو أنها جهة قوية في البلد .. كيف يعطلان شبكة موبايلي و يعرفون إنني أقف بالقرب من صاحب الموبايل الذي إلتقط له صورة؟ .. كيف؟

هل هناك من يراقبه في المول و ينقل تحركاته لشخص أخر؟

هل هم جهة إجرامية دولية أم ماذا؟

خلع قميصة ثم أرتدي القيمص الجديد الأخر .. رن الموبايل المسروق في يده برقم حفظه جيدا 015..........

رد على المتصل :

ـــ أيوة.

ـــ يعني لو كنت سمعت كلامي من الأول من غير عنتزة فارغه و تعملي نفسك مش همك مش كان يبقى أحسن من الشقلبزات اللي بتعملها دي و انت راجل اعمال و ليك مركزك.

ــ مراتي و بنتي فين .. و أنت مين؟

ـــ سيبك من الأسئله اللي مش هتنفعك و لا هتنفع غيرك دي .. فكرت في اللي قولتهولك؟

ـــ عايز مني أيه؟

ــــ هتبعت ميل لإدارة المنحة اليابنية تبلغهم إنك مش هتقدر تكمل تشطيب العشر مدارس اللي اتفقت إنك هتشطبهم و السبب هسيبك إنك اللي تألفه مش هنفرض أسباب عليك و تعمل ترشيح للهيئة العربيه المصرية الدولية للمقاولات إنها تكمل تشطيبات و تبعت إنهارده كل الورق و المقاسات و الخامات و أنواع المعدات و كل حاجة على عنوان الهيئة .. إنهارده.

ـــ الهيئة العربية المصرية اللي تبع ..

قاطعة المتصل بحده:

ـــ مش هتفرق تبع مين المهم إنك تنفذ.

ــــ طب و مراتي و بنت ..

أغلق المتصل الغريب الخط و ترك نسيم يقاوم غرق الحيرة على أن أمل ان يرفع رأسه خارج أمواج الخوف و يسحب نفسا قويا عميقا يرجع إليه قوة البأس و ركازة التفكير، خرج من غرفة تغيير الملابس و دفع ثمن القميص الجديد و خرج ينظر يمينا و يسارا و قرر ما هي الخطوة القادمة و لكن بمجرد أن تحرك وجد صاحب الموبايل أمامه و لكن يسير أمامه –الشاب من الخلف- فألتفت في الإتجاه المعاكس و أسرع الخطى، يندس في الزحام على قدر المستطاع.

أستغرق ساعة تقريبا يبحث عن زوجته و أبنته الحبيبة في الأماكن المعتاده لهم و لكن لم يجد شيئا، يفقد أمل أن يجدهم في كل متجر يدخله و لم يجدهم فيه و تسيطر عليه فكرة أنهم أختطفا فعلا .. جهة تغلق شبكة موبايلي الخاص و تسرق أشيائي من أمام الناس ثم تتصل بي على موبايل شخص لا أعرفة و لكنني أقف بجانيه فقط .. كل هذه الأسباب جعلته يقتنع ،هما أختطفا .. أخرج الموبايل المسروق من جيبه و حاول الإتصال بزوجته و لكن كان مشغولا و موبايل أبنته المثل أيضا وجد نفسه يقف أمام الحمام، دخل الحمام و في أول غرفة من غرف التواليت، دخل، أغلق الباب من خلفة و أغلق القاعده و جلس عليها.

فتح قائمة الأسماء المسجلة عى الموبايل المسروق .. على أن يتصل بأي من الأسماء المسجلة .. و لكن قائمة الأسماء كانت فارغة.

أغلق عيينه في قوة ثم فتحهم و أعتصر الموبايل في يده ، أمسك الموبايل المسروق بقوة .. فتح الفيسبوك، خرج من حساب صاحب الموبايل ثم دخل على حسابه الخاص، ثم أرسل رسالة لمديرة مكتبة ينادي عليها .. سامحة.

و جلس ينتظر رد منها .. دقيقة .. دقيقتين.

ـــ مستر نسيم حضرتك فين بحاول أكلملك موبايلك مقفول.

ظهرت الرساله على مسانجر الفيسبوك.

ـــ سامحة أزيك عاملة أيه .. بصي هقولك شوية حاجات تعمليها دلوقتي حالا.. تسيبي كل اللي في إيدك و تعمليه حالا .. تمام.

ــ خير يا فندم أتفضل

ـــ هتجمعي كل الورق المتعلق بمدارس المنحة اليابانية .. كل الورق المتعلق بكل حاجة .. و تخدي الفايل ده بنفسك و تروحي توصليه للهيئة العربية المصرية الدولية للمقاولات .. يدا بيد.

ـــ نعم؟!!!!

ــــ أسمعي الكلام اللي بقولك عليه من غير أسئلة .. و بعد كده تحجزيلي أنا و مراتي و بنتي 3 تذاكر لأمريكا في خلال أسبوع.

ـــ طيب حاضر حاضر .. طيب و إدارة المنحة اليابانية عندها علم بالموضوع ده؟

ـــ أنا هبعتلهم ميل دلوقتي.

ــــ طب و لما أعوز أكلمك يا مستر نسيم أعمل أيه؟ .. موبايلك مقفول.

فكر نسيم قليلا ثم طرأت على رأسه فكرة فأرسل لها على الماسنجر:

ـــ أبعتيلي رقمك و أنا هبعتلك على الواتس آب و لما الرقم اللي ببعتلك منه يظهرلك ،ابعتهولي.

ـــ؟؟؟!!!!!!

ــــ إسمعي اللي بقولك عليه من غير إستغراب.

ــ طيب حاضر,

أرسلت له رقمها، نسخة ثم أغلق ماسنجر الفيسبوك وفتح الواتس أب و أرسل لها بعض الحروف و أنتظر .. و لكن الحروف التي أرسلها لم تصل لرقم سامحة .. لقد أغلقوا عليه الواتس أب للموبايل المسروق .. حاول أن يتصل بنفس الرقم الذي أستقبل منه مكالمة الشخص الغريب و لكنه كان مشغولا أيضا .. أحبطت للغاية، فكل مدى يتأكد أنه يتعامل مع جهة أكبر من إمكانيات خياله أن يتخيل، قرر أنه لا بد أن يرضخ لأوامره .. أن يرسل الميل لإدالرة المنحة اليابانبة بلإعتذار و ترشيح تلك الهيئة العربية.

ولكن هذا الميل يحتاج استفاضة و كلام و شرح.

مع وصف مفصل للشركة الأخري و إنجازاتها، التي ستتولى مهام التشطيب بعد اعتذارة.

سأحتاج لاب توب حتما لأكتب كل هذا الكلام.

الموبايل سيكون عائق و يجعلة يستغرق وقت أكبر.

هل يشتري لاب توب جديد بدل من ما سرق منه في الكافيه؟؟

لا لن تصلح هذه الفكرة .. ساحتاج أن أستب و يندوز و تعريفات .. لا لا .. فكرة فاشلة.

أغمض عينيه بقوة مقاوما أخر حل لاح أمامه فلم يجد غيره.

فخرج من الحمام مسرعا .. فتح الباب .. وجد أمامه واحد من أصدقاء صاحب الموبايل المسروق .. نظروا لبعض مصدومين ثم ركض نسيم بسرعة قويه و الشخص الأخر يطارده بسرعة أيضا .. نتج عن هذه المطارده ارتطام عنيف بالناس و شارك فيها بعض من رجال أمن المول .. أنتشرت الفوضى مكان ما يخطو .. بدأ ينال التعب من نسيم و هو مازال يركض .. و على مسافة قريبة منه وجد شاب و فتاه يلتقطان صورة سيلفي، الشاب يحمل حقيبة من حقائب الاب توب ثم قال الشاب للفتاه شيئا ما فوقفت بعيده عن الشاب ممسكة الموبايل لتلتقط له صور منفردا ثم نزع الشاب الحقيبة من على كتفه ليعطيها للفتاه ليأخذ صوره بدونها ، و كانت تلك اللحظة المنتظرة لنسيم فأسرع الركض أضعاف عن ذي قبل و كأن هذا الشاب يمد يده بالاب توب له و ليس للفتاه .. و بالفعل أمسك الحقيبة و نزعها بسرعة مباغتة من يد الشاب و أكمل ركضا مبالغا فيه ليبحث عن مكان يختبئ فيه ليرسل ذلك الميل و ينقذ زوجته و أبنته.

وصل لجراج السيارات و هو ينظر حوله يمينا و يسارا حتى و جد مكان بعيد عن العيون ، جلس أرضا، أخرج الاب توب ، أستجمع تركيزه بنفس طويل ثم شرع في الكتابة .. أستغرق في الكتابة طويلا قرابة الساعة، أعتبر أنها أهم رسالة عمل يكتبها في حياته كلها .. نسقها و نمقها و راجعه جيدا و كتب كل المعلومات المطلوبة لإعتذار لجهة معتبرة كإدارة المنحة اليابانبة ثم ضغط .. إرسال.

أغلق الاب توب و وضعه في الحقيبة .. جلس مكانه القرفصاء واضعا رأسه بين ركبتيه يفكر في ما حدث و مازال يحدث .. كل ما كان يريده أن يعمل و يستثمر في هذه البلد و لكن على ما يبدو أنه أخطأ التقدير .. هناك جهه لا تريده ان يعمل، غير راضية عن وجوده، و لكن لما؟

قام من مكانه ليدخل المول مجددا أقترب من بوابة كشف المعادن ثم أتجه لرجل الأمن و قال له:

ـــ أنا لقيت الشنطة دى في الجراج بعد ما ركنت.

رد عليه رجل الامن و هو يلتقط الحقيبة:

ــ شكرا يا فندم، هنوصلها للأمانات.

صعدلأول دور من المول، رن التليفون المسروق في جيبه من نفس الرقم 015....... ، أخرج الموبايل و هو يحاول أن ينزوي عن الأعين:

ـــ ألو .. أنا عملت كل اللي أنت عايزه بعت الإيميل و مديرة مكتبي في خلال ساعة هتكون عندكوا .

ـــ كان من الأول يا مستر نسيم، كنت وفرت على نفسك وقت و مجهود و بهدلة للأخرين.

ـــ أنت مين؟

ـــ أنا واحد من ضمن ناس كتير عايزة مصلحة البلد و مصلحة أمنها.

تحسر في قرارة نفسه ثم سأله:

ـــ أيه علاقة شغلى مع المنحة بأمن البلد؟؟

ـــ المنحة دي ممكن بدل ما نبني بيها مدارس ممكن نبني بيها حاجات أهم يا مستر نسيم.

صعق نسيم من الكلام و الذي يحمل معان كثيرة، و لكنه أفرغ رأسه من هذه الأفكار و سأله:

ـــ مراتي و بنتي فين.

ـــ إطلع برة المول من بوابة 2 هتلاقيهم مستنينك.

أغلق نسيم الخط في وجهه محدثة من باب الإنتقام الفارغ الذي لا معنى له ثم خرج من المول يبحث عن زوجته و أبنته .. أخرج الموبايل المسروق و موبايله .. وجد أن موبايله التقط شبكة من جديد، إتصل بزوجته، سمع رنه ثم الأخرى ثم سمع صوت زوجته تجيب :

ـــ أيه يا نسيم ايه اللي بتعمله ده؟

أجابها في خوف :

ـــ فايزة أنت كويسة أنت و أمينة؟

ـــ أه كويسين هنكون مالنا .. مالك؟

ـــ أنا بحبكوا أوي يا فايزة

ـــ متوهش يا نسيم أنا مش هعديلك إنك كلمتني عشان أخدلك الاب توب بتاعك من الكافيه عشان نسيت تاخده المكتب و أنت ماشي من المول و أودهولك المكتب و قبل ما أطلع المكتب تكلمني تقولي تعالي المول تاني أنا رجعت خلاص .. أيه يا نسيم ده .. مش عايزنا نشتري حاجة أنا و بنتك قول على طول و بطل الحركات دي.

عقد نسيم حاجبيه و رد قائلا:

ــ طيب تعالي أنا مستنيكي برة عند بوابة 2.

أغلق الخط مع زوجته .. ثم نظر للموبايل المسروق في كف يده و خطر بباله فكرة .. إتصل بنفسه على موبايله الخاص من الموبايل الذي سرقه.

أتسعت عيناه للغاية في إندهاش ممزوج بخوف و هو ينظر للرقم الذي ظهر على موبايله أنه ..

نفس الرقم منذ البداية 015........


تمت.

01..




وصلوا هم الثلاثة للمول .. (نسيم) و زوجته و إبنتهم الوحيدة الصغيرة الجميلة، ذات الاحدى عشر عام من العمر، نسيم رجل تعدى الاربعين من العمر بقليل، ٍنسيم رجل أعمال مصري رياضي الجسد خفيف الحركة يهتم بمظهره جيدا، يرتده قميص أبيض و سروال من الجينس و حذاء أسود، أحرز نجاحات كثيرة في عمله بالخارج و لكنه رجع منذ خمس سنين ليبدأ مشروعاته المقاولاتية في مصر، لإزدهار هذا السوق فيها ثم رويدا رويدا و خلال فترة قصيرة ، أحرز نجاحات عدة و بالمشاركة مع شركة أجنبية رفيعة المستىوي، أنهى أول كمبوند في مدينة السادس من أكتوبر بمقاييس مختلفة عن كل هو مقدم في السوق المصري و وضع حذاءه على أول درجه من درجات الثراء.

القى نسيم التحية على زوجته و بنته ليتركوه و يذهبوا لشوبنج نسائي لعين – من وجهة نظرة - و هو جلس في كافيه من الكافيهات المفضلة لديه و أخرج الاب توب الخاص به و الموبايل، ثم أوصل الاب توب هوت سبوت من الموبايل ليدخل على شبكة الإنترنت و يباشر بعض الاعمال عن طريق الايميل و خلافة .. أندمج في مراجعة أعماله و قراءة بعض من الأخبار ثم جاءة إتصال تليفوني .. رقم غير مسجل لديه 015....... من شبكة الإتصالات الجديدة .. أجاب:

ــ ألو

أستقبلت أذنه صوت رخيم هادئ:

ـــ مستر نسيم إزي حضرتك؟

ــ انا كويس .. مين معايا؟

ــ من غير مقدمات طويلة أنا بكلمك بخصوص عقود التشطيبات بتاعة المنحة اليابانية بتاعة المدارس.

ــــ أيوة مين معايا برده؟

ـــــ أنا عارف إن ليك شريك أجنبي مخلي موقفك قوي في المناقصات الخاصة بالحاجات اللي زي دي.

ـــ ممكن أعرف مين بيتكلم، لأني مش هتكلم في أي حاجة من غير ما أعرف مين معايا.

ـــ مستر نسيم إسمي مش هيفرق في أي حاجة معاك .. أحنا لينا طلبات مش هتقدر ترفضها.

قام نسيم من مكانه تاركاالاب توب و المنضده التي كان يجلس عليها و علامات إنزعاج حاده على وجهه قائلا:

ــــ أحنا ؟!!!! .. أنتو مين و طلبات أيه .. أنا أصلا مش هكمل كلام معاك.

ثم نزع الهاتف المحمول من على أذنه و أغلق الخط بدون سابق إنذار مع محدثه، وقف ينظر يمينا و يسارا و كأنه يبحث عن شخص ما .. تاهت الأفكار في تلافيف مخه فاقدا القدرة على التركيز و في غمرة تفكيرة رن الهاتف في يده بنفس الرقم فأجاب دون أن ينطق إلى أن سمع:

ـــ متقفلش الخط تاني يا مستر نسيم، المكالمة اللي دايرة ما بينا دلوقتي ممكن تكون أهم حاجة في حياتك و حياة عيلتك.

عقد نسيم حاجبيه قائلا:

ــــ قصدك أيه؟

ــــ أنا عامة أعرف عنك كتير و من اللي وصتلو، إنك شخص عنيد جدا عشان كده هسألك سؤال صغير .. الاب توب بتاعك فين؟

إلتفت نسيم بحركة حادة مكان ما كان يجلس في الكافية و لكنه لم يجد شيئا مما تركه على المنضدة قبل أن يقوم، من مكانه ثم أكمل المتصل:

ـــ أنا ممكن أخد منك أي حاجة .. هتسمع بقية كلامي و لا تحب تجرب حاجة تانية؟

سكت نسيم و لم يقوى على الرد و لكنه بلع ريقة فقط فأكمل المتكلم:

ـــ أنا عارف إن شركتك داخلة برأس مال كبير في في منحة المدارس اليابانية و كل المطلوب منك إنك تتعذر عن أستكمال المشروع نظرا لأي حاجة.

سمع نسيم الكلام و لكنه رفض ما يحدث و ما يقال و انه بالقطع لن يفعل ما يقوله هذا المتصل، هل ما يحدث هذا جد أم هزل من أحد يعرفه مثلا ،و هل يقوى المتصل على فعل شئ فعلا .. فكر مليا ثانية و أستجاب لطبيعته المتمرده التي ترفض الإستسلام و أغمض عينيه في قوة و قرر تجاهل ما يحدث و أغلق الهاتف مرة ثانية بدون سابق إنذار.

دخل الكافية ثانية و سأل النادل عن اشياءة التي سرقت و لكن النادل لم ير شيئا و لا يعرف كيف سرقت، خرج نسيم من الكافيه ممسكا موبايله يبحث بعنبه يمينا و يسارا ثم رفع الهاتف و يتصل بزوجته فيقابل الصمت أذنيه نظر للموبايل فوجده لا يستقبل شبكة عقد حاجبيه ثم أطفأه و أشعله مرة أخرى، أحسس ببعض النقر على كتفه من خلفه فألتفت فوجد شخص غريب مع أصدقائه ينظر له و يستأذنه أن يلتقط لهم صورة .. في وسط عواصف أفكاره ألتقط الموبايل من يد الغريب ليلتقط لهم صورة سريعة بعدم تركيز و أهتمام، ثم أمسك صاحب الصورة الموبايل ليرى الصورة و تجمع حوله أصحابه ليعاينوا الصورة معه و لكن موبايله رن مستقبلا مكالمة.

أشعل نسيم الموبايل و حاول الإتصال بزوجته و لكن لم يستجيب و مثل الأمر مع أبنته .. الموبايل لا يستقبل شبكة تماما، شعر ببعض النقر على كتفه مرة أخري فأستنتج أن هؤلاء الشباب يريدون صورة ثانية فالتفت بعصبية غير مقصوده قائلا:

ــ نعم؟؟!!!

وجد بالفعل نفس الشاب مرة أخرى مادا ذراعيه بالموبايل ليعيطيه إليه و قال و تملأ وجهه نظرة غريبة:

ـــ تليفون عشانك.

نسيم في إندهاش مروع:

ـــ نعم!!! .. عشاني أنا.

ـــ أيوه هو قالي أديني الراجل اللي كان بيصورك دلوقتي.

قفز الذهول على وجهه نسيم غير متنازلا عن تركه و هو يلتقط الموبايل ببطئ و يقول:

ـــ ألو.

أستقبله صوت منفعل

ــأنا كنت عامل حسابي إنك هتتعبني .. أوعى تفتكر إنك قفلت الموبايل في وشي إن الموضوع خلص .. أنا هعرفك إنك مبتتعاملش مع أمااااااك .. موبايلك مش هيلقط شبكة غير لما أنا أعوز.. بنتك و مراتك مش في المول و مش هتعرف هما فين غير لما تنفذ اللي بقولك عليه .. تعاملي معاك هيبقا عن طريق التليفون اللي في إيدك ده.

ــ أزاي

ـــ معرفش .. إتصرف .. ده تمن إنك قفلت من غير ما اكمل كلامي .. هكلمك كمان ربع ساعة على نفس الرقم ده عشان نكمل كلامنا .. سلام.

ثم أغلق الخط في و جهه و تركه في و سط حيرة ينظر للموبايل كأنه يستنجد به و وإمارات الاستنكار تكسو ملامحه ، تشققت أحباله الصوتية من جفافها فلم يقوى على قول شئ حتى لو لنفسه.

ترى ماذا سيفعل نسيم في هذا الموقف الصعب.



أنتهي الجزء الأول 

يتبع... 

المعسكر 6 .. الأخيرة

قرب نهاية الليل و قبل بزوغ الشمس بحوالي ساعتين و أكثر .. وقفت الفصيلة على شكل طوابير منتظمة الشكل في أبعد أركان باحة مركز التدريب، متكوم ...