الثلاثاء، 7 فبراير 2017

شقة إيجار جديد (3-3)





نزل (أحمد) درجات السلم حاملا حقيبته، خرج من العمارة ، نظر لعم (عبده) مجهدا، وجده جالسا على المصطبة محني ظهره ناظرا في الأرض، إتجه (أحمد) ناحية (عبده) في خطوات بطيئة و قال: 

 - سلاموا عليكوا يا عم عبده، أتفضل المفتاح.
أخرج المفتاح من جيب سرواله ماددا ذاراعه اليه ليعطيه المفتاح.

تجاهل عم (عبده) يده الممدودهو قال:
 - تعال اجعد جنبي في كلام لازم أجولهولك جبل ما تمشي.

و كأنه ينتظر هذا الطلب فقد كان يريد أن يرتاح قليلا ،جلس بجواره و رد عليه:
- خير يا عم (عبده).

أنا من الصعيد زي منتا شايف اكده، كنت عايش في الصعيد مع أهلي، أبويا كان باني العمارة دي من سنين، كانت ساعتها في الصحراء، و كان بيت دور واحد ، بعد كده زودنا الأربع أدوار دول عشان يبجى شبه البيوت اللي حواليه دي، أبويا في اول العشرينات لبسته جنية و بدأ يعمل حاجات غريبه، جتل أخويا الكبير، حرج بتنا .. محدش عرف أن لبسته جنية غير لما جتل أخويا و حرج ، ساعتها جابلو شيوخ كتير ... 3 سنين بيدوروا لغاية لما لاجلو واحد سوداني عرف حل للي عنده و قالنا أنه راكباه جنية مغربية بس كان عشان يطلعها لازم يطلعها في مكان بعيد عن البلد، عشان متلبسش حد تاني من أهل البلد خصوصا إن الجنية دي غريبة مش أي حد من المنطجه يعرف دي أيه و لو هو مات مش هنلاجي حد تاني غيره يطلعها و لو عرفت تهرب بعد ما يموت متلاجيش غير الصحرا.

قاطعه (أحمد): هي الجن في البلد عندكوا عادي و عارفين أنواعه؟ 

تجاهله عم (عبده) و أكمل: جه أبويا و هو ملبوس و الشيخ السوداني على أهنه، و طلعوا الجنية في الشجه و حبسوها فيها والشيخ حصن الشجه و العمارة، و بعدين كل سنة يجي حد منينا يجعد في العمارة سنه، أنا و إخواتي السبعة.
قال (أحمد): يعني أنت بتيجي هنا كل ست سنين على مل بيجي عليك الدور ؟

 - أيوة.
(أحمد): أنت بتحكيلي كل ده دلوقتي ليه.

(عبده): ده جانونا ، لازم أحكي للساكن الجديد كل حاجة جبل ما يمشي عشان متيجش هنا تاني أو تبعت حد تعرفه يسكن هنا، لازم اللي يسكن ميعرفش حد سكن هنا قبل كده.

(أحمد): طب و كل اللي انت حاكيته ده لي علاقة بأنك بتأجر الشقه 6 شهور؟

(عبده): لو جعدت أكتر من 6 شهور، هتشك فيا و ممكن تبلغ عني أو تعملي أي مشكله، 6 شهور اجصى مده.

(أحمد):هو  أنت كنت عارف إن الشقه هتتحرق؟

(عبده): طبعا كنت عارف، هي على طول بتعمل أكده، قبل ما الساكن ما يمشي بيوم بتحرج الشجة عشان اللي ساكن يخشلها يلحجها فا تلبسه.

(أحمد): طب هي مش بتلبسك ليه أو مش بتخرج لوحدها ليه؟

(عبده):الشجة متحصنة هي و العمارة متعرفش تخرج، و أنا زي ما أنت شايف أنا جاعد برة أكده على طول عشان مش هتعرف تخرجلي، و أوضتي بره العماره، بخش العمارة بس لما بتيجي تحرج الشجة.

(أحمد): هي أزاي لما خرجتوها أول مرة من أبوك خرجتوها في الدور الأول عشان انتوا كنتوا لسه ما بنتوش الأربع أداور التانية و هي دلوقتي في الخامس.

(عبده): دي جصة يطول شرحها ملكش صالح بيها.

(أحمد): و تسكنوا ليه حد من الأساس، ما تسيبوها لوحدها.

(عبده): لو جعدت كتير لوحدها، تولف على المكان و اصحابها يعرفو طريجها و يجولها، و العمارة كلها تتسكن و لو العمارة اتسكنت ممكن ينجلو للعمارة اللي جمبيها.

سكت كل منهما، سرحوا في أفكارهم، (أحمد) ظل يتذكر أنه كان يقطن بجوار عفريته و إنه كان في خطر دائم بسبب قصة ليس له فيها ناقة و لا جمل، و عم (عبده) يتذكر المرات االعديده التي قضاها هنا بجوار العمارة ينتظر أفعال (حسنا) ليبطلها و هذا السيناريو المكرر في كل مرة الذي ضيع فيه سنين من عمره.

هزهز (عبده) رأسه يمينا و يسارا و كأنه ينثر هذا الأفكار القديمه من رأسه، ثم مد ذراعه يمسك المفاتيح من يد (أحمد) و أخذها، و لكنه أحس شيئا غريبا في يد (أحمد) فرفع عينيه و سأله:
 - أنت بتشتغل أيه يا أستاذ (أحمد)؟

 - شغال في  شركة مقاولات، ليه بتسأل؟
 - أصل إيدك ناعمه جوي و ضوافرك طويله كيف الحريم. 

رفع (أحمد) كفيه أمام وجهه ليراهم و يرى ما يدعيه عم (عبده)، عقد حاجيبه حتي التصقا ببعضهما و قال في صوت مرتعش : 
 -أيه ده، دي مش إدياا

قام (عبده) من جلسته، أدخل يده في جيب سترته من الداخل أخرج فرد – مسدس – و رفعه بطول ذراعه مصوبا إياه في إتجاه (أحمد) و قال بصوت عالي و صارم:
- جوم فز، يعني أيه مش إيديك ؟ ... انت دخلت الشجة بعض ما طفنا الولعة؟

قام (أحمد) من جلسته خائفا من المسدس المصوب لصدرة و قال في تقطع :
- أنا أنا مدخلتش الشقه، بس أنا أنا حلمت إني دخلتها.
- حلمت بأيه ؟ ... جول أنطق.

 – أنا حلمت إني دخ دخلت الشقه و في واحده ندهتلي حض حض حضنتها و لما صحيت لقيت نفسي لسه في شق شقتي مخرجتش منها.

 – أنت حلجت دجنك الصبح؟ 

 صرخ بصوت عالي و هو يضرب يده بوجهه و يتحسسه و يصرخ:
 - أيه ده ، أنا عمر ما كانت دقني ناعمة كده.

أشار (عبده) بيده و هو مصوب بمسدسه لأحمد ة يقول بصوت جهوري:
 - أمشي جدامي ، خش العمارة. 

– ليه أخش العمارة؟ 

تحرك (أحمد) راجعا بظهره للخلف أمام المسدس حتي دخل العمارة. 

- جولتلك خش، و خليني أكملك الحكاية بجى، (حسنا) بتحرج الشقه في آخر يوم اللي ساكن فيه هيمشي عشان اللي ساكن يخش يلحجها و تلبسه و يخرج بيها من هنا، عشان المكان متحصن و متعرفش تخرج منه غير و هي لبسه حد، و واضح إنها لبستك و بدأ يبان على جتتك أهو ... خش جوة بجولك ... أنا مش عايزك تخاف أنا مش هسيبك.
نظر (أحمد) في عيني (عبده) و لاحظ هذا التعاطف و قال :
 - أنت هتعمل أيه يا عم (عبده).

- هروح أجيب اللي يلحجك.

أمسك باب العمارة بيديه التي فيها السدس و بيده الأخرى مفتاح باب العمارة،و أغلق الباب.

(أحمد) يصرخ: لأاا يا عم عبده لأ ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا



تمت.

السبت، 4 فبراير 2017

شقة إيجار جديد (2-3)






في اليوم التالي أتي (أحمد) بحقائبة، سكن الشقة في الدور الخامس في المقابل من الشقه الأخرى الساكنة، أثاث بسيط نظيف و حديث تحتوي علي كل المستلزمات الأساسية، أخذ نظرة سريعة على الغرف  و الأثاث ،أبدى (أحمد) إعجابه لعم (عبده) بالشقة،و لكن مازال ينتابه بعض القلق من هذا العجوز و من نظام التأجير الغريب الذي يتبعه.

مرت الأيام عادية تحمل الروتين في طياتها،كاعادة الروتين أقوى من أي شئ، لم يحدث أي شئ في الايام التالية يدعو للقلق، دخل الإطمنان بعد الروتين خصوصا لأنه تقريبا السكون يخيم على كل شئ حتى هذا العم (عبده) جالس في مكانه معظم الوقت مثله مثل العمارة القديمة و المنطقة المحيطه لا يتحرك شئ سوى ذرات الرمال، يذهب لعملة من الأحد للخميس الذي جاء له مؤقتا،  و يسافر إلى بلدته يوم الخميس و يرجع السبت ليلا و هكذا هكذا.

 الشهر الأول.
الشهر الثاني.

في أحد أيام الأسبوع، أرتدى (أحمد) ملابسه و حذاءه ، لملم مفاتيحة و أشياءه الخاصة، فتح الباب، خرج، أغلق الباب خلفه، إتجه للسلم لينزل، ثم توقف، أدار رأسه ناحية الشقه المقابلة لشقته الذي يسكنها أحد ما، و لكنه لا يتذكر أن رأى أحداً في العمارة غيرة و عم (عبده) فقط، إقترب من باب هذه الشقة، وضع أذنه على الباب ليسمع أي صوت في الداخل، أنتظر قليلا و لكن بلا أمل، لم يجد أي نفع، الصمت فقط.

ترك الشقة و نزل، خرج من باب العمارة، و جد عم (عبده) جالسا نفس الجلسة الذي تركه عليها منذ شهرين، حتي وقف أمامه و قال:
- صباح الخير يا عم (عبده) .
رد عم (عبده) دون أن يلتفت إليه:
- صباح الخير يا أستاذ أحمد.
– بقولك أيه يا عم (عبده) أنت متأكد في حد ساكن في الشقة اللي جنبي.
  أدار رأسه ناحية (احمد) و قال:
- كيف متأكد يعني؟
 - أصل بقالي شهرين في العمارة و مشفتش حد طالع أو نازل أو أي حاجه.
 – الست (حسنا) في حالها و أنا في حالي و أنت كمان مفروض تكون في حالك.
 – (حسنا)؟!! هي ست اللي ساكنة؟
 - تفرج أمعاك؟
 - لأ ... بس انت مقولتش قبل كده.
 – أنا أصلا مجولتش حاجة.
نظر إليه (أحمد) نظرة طويلة و سأله مجددا:
 - لحسن تكون ماتت؟
 أدار رأسه للأمام مجددا:
- لو ماتت هنشم ريحتها.

أحس (أحمد) بشئ غريب من ردود فعل هذا العجوز، و ترددت الجملة في تلافيف مخة مرات عديده ( لو ماتت هنشم ريحتها) و كأنه يعرف شئ ما يريد أن يخفيه.

هل قتل الساكن و دفنه بداخلها؟
هل يوجد ساكن من الأساس بداخل الشقة؟
من المؤكد أن هناك شئ ما متعلق بهذه الشقة.

تركه (أحمد) و ركب سيارته و إنطلق، رأسه تحمل طنا من الأفكار المتضاربة يسترجع الأحداث بداية من أول مدة التأجير، ظاهرياً لا يوجد شئ يدعو للقلق، فقط ردود هذا الرجل العجوزالغير آدميه التي تدعو دائما للتفكير و القلق، لكنه لن يعير هذا الأمر إنتباهه، سوف ينجز ما أتي له من العمل و يترك هذا المكان للأبد.

الشهر الثالث.
الشهر الرابع.
الشهر الخامس.
الشهر السادس.

اليوم  قبل الأخير في الشهر السادس ثم نهاية مدة الأيجار و من بعدها الرحيل.
خرج (أحمد) من شقته و أغلق الباب بالمفتاح، التفت و جد ثلاثة براميل مملؤه بالمياه ،نزل بعنينيه و جد طرف خرطوم ملقى على الأرض على بداية السلم إلى نهاية سام العمارة في الدور الأرضي.
نزل درجات السلم سريعا، وجد عم (عبده) في نفس المكان إتجه ناحيته و سأله:
- صباح الخير يا عم (عبده)، هي أيه البراميل اللي فوق دي و الخرطوم ده.
رد عم (عبده) بلهجة تدل عل عدم رغبته في الإجابة:
 - هغسل السلم.
– أنت بتغسله كل 6 شهور؟، أنت مغسلتوش قبل كده؟
 - بغسله لما صحتي بتجبني. 

سئم (أحمد) هذه الردود الغامضه، بهذه الطريقة الفظه، تركه دون أن يلقي عليه أي نوع من أنواع التحية و ذهب لعمله.
كما هي عادته، رجع متأخرا من نفس اليوم من عمله، وضع سيارته، نزل منها، دخل العمارة ، و قف أمام أول درجه من درجات السلم، مازال الخرطوم مكانه ملقي على السلم حيث تركه صباحا، صعد السلم وصل للدور الخامس الذي يسكن فيه ، ثم وقف.
و قف ينظر للبراميل الذين تركهم في الصباح، مازالو في نفس المكان، الثلاثة مملوئين تماما، و كانهم كائنات حية، تحرك ناحية باب شقته و عينه ثابته عليهم و كأنهم سيتحركوا من أماكنهم، ينظر إليهم و ينظر لباب الشقة المقابلة، ثم فتخ باب شقته بالمفتاح و دخل بسرعة.

دخل بسرعة علي غرفته، فتح حقيبته و ضع فيها جميع أغراضه، و ضبط المنبه على الفجر ليمشي من هذه العمارة الغامضه، حتى و إن لم يبلغ عم (عبده) إنه راحل و إن كان (أحمد) يعتقد انه لا يحتاج أن يبلغه، دخل السرير بنفس ملابس العمل، ثم دخل في النوم.

أستيقظ (أحمد) في حوالي الساعة الرابعة صباحاً ،على جلبة في الخارح و أصوات غريبة، حرك أنفه و كأنه يشم رائحة غير معتاده، و بعد لحيظات، حدد ما هية هذه الرائحة، إنها  رائحة حريق، في سرعة نزل من على السرير، إرتدى حذائه و تحرك للباب، فتحه.

وجد لهب طويل من النار يخرج من شقة (حسنا) هذه، وعم (عبده) يقف يرش هذه النيران بالخرطوم و علامات الإرهاق على وجهه،كان خالعا جلبابه مرتديا هذا الزي المميز، السروال الأبيض و الفانلة البيضاء ذات الصيدري منه في ، حافيا.  
تحرك (أحمد) ليساعده، دخل الشقة، ثم خرج و هو يهرول حاملا في يده هذا الطبق البلاستيك الكبير الذي يطلق عليه – طشط-.

يملأ الطشط بالماء من البراميل و يقذف داخل الشقه المستعرة بالنيران، و رويدا رويدا هو و عم (عبده) حاصروالنيران من الخارج للداخل ، إلى أن أطفئوها عن بكرة أبيها، وقف كلاهما و هو متعب، يلتقطوا أنفاسهم، سند (أحمد) بيديه على ركيته ثم سأل العجوز الذي يقف بجانبه:
 - أمال فين (حسنا) دي، حتي في الحريق مش بتظهر؟.
رد عليه (عبده) بصوت مبحوح من الإرهاق:
 - نزلت، أول ما الحريجه ولعت ندهتلي و جريت على تحت.
رفع (أحمد) ظهره بعد أن كان ساند على ركبتيه:
- عامة ده آخر يوم ليا في الإيجار، أنا هاخش أغير هدومي و أعدي  عليك أسلمك المفتاح و أتكل على الله.
- مفيس مشكلة أنا مستنيك تحت.

خرجوا هما الإثنان من باب الشقة و كل ذهب في طريقه، دخل (أحمد) شقته، غير ملابسه و قفل حقيبته و خرج من الشقه ثم أغلقها جيدا بالمفتاح.
تحرك ناحية السلم، ثم وقف، ظهرت فكرة بأن يدخل الشقة المحروقة يلقي نظرة، إنه الفضول الإنساني الذي يسعى لمعرفة كل ما هو غير مباح، حتي وإن كان يعلم إنه لن يستفيد شيئا من وراء هذا.
تطورت الفكرة، من فكره لقرار يحرك به أطرافه.

تحرك ببطء، أزاح باب الشقة المهترء، وقف ينظر للشقه المحترقة صالتها، يمينا و يسارا، ثم صوتاً أنثوي للغاية يأتي من  داخل غرف الشقة المحروقه:
- ياللي برا ... ياللي برا ... ممكن تيجي.
فرد (أحمد) و هو يمد رقبته لينظر و يحدد مصدر الصوت:
- أستاذة (حسنا)؟
- ممكن تيجي أنا جوا في الأوضة و عايزه حد يساعدني و (عبده) ميبردش. 

تحسس (أحمد) الطريق بقدميه و هو يتحرك في إتجاه صدور الصوت، وجد باب غرفة مقفل ماعدا جزء صغير، أزاحه بكفه  ببطء، و جد أمامه حسناء شقراء تجلس على سرير، ترتدي ملابس منزل تدل على إنها تعيش بمفردها فلا تهتم أن تخبئ أجزاء مهمه من جسدها عن الآخرين.

وقف في مكانه ينظر إليها، لا يعرف ماذا يفعل أو يقول، و لكنها فعلا إمرأه تخطف لب أي رجل فقط بجمالها الساحر، قاطعة (حسنا) أفكارة المتردده:
- ممكن تقرب عليا؟
أبتلع (أحمد) ريقه و يرد:
- ليه؟
 - أصل لما الحريقة قامت، جيت أجري، رجلي اتلوت و أنا نازله من على السرير، بعد إذنك قرب بقه.
ثم فردت ذراعها إشارة أن يأتي، تقدم (أحمد) خطوتين للأمام، أمسك كفها و جلس على طرف السرير ينظر لعينيها الزرقاء زرقة المحيط في أعمق أجزاءه، حركت شفتيها:
 - ممكن تضمني ليك و تلف دراعك حوليا؟
رد (أحمد) مستسلما:
-ليه؟
 - عشان تسندني و أنا بقوم.

و كأن الرد أقنعه فوضع كفيه علي قفصها الصدري من جانب جسدها ثم بدأ يلف ذراعه حولها و جسده يقترب من جسدها حتي أحتضنا بعض كلا منهما الآخر و بشكل تلقائي لا يعرف أسبابه، وضع رأسه على كتفها و فعلت هي المثل و ضعت رأسها ذات الشعر الأصفر على كتفه.

أغمض عينيه، ذهب بخياله للمناطفق المحرمه و هذه المناطق المحرمه فيها من التفاصيل التي لا تروي و لا تسمن جوع، فقط تزيد صاحبها ظمئا و جوعا.

ثم أقتحم ضميره مناطقه المحرمه و أفاقه مما هو فيه، فقرر أن يرجع عما يفعله الأن ففتح عينيه و دفع (حسنا) بعيدا عنه، و نظر حوله فوجد نفسه يجلس في صالة شقته و لم يخرج منها بعد أن غير ملابسه بعد أن أطفئ الحريق مع عم (عبده)، جلس مشدوها من قوة الحلم الذي كان يحلمه، و لكن هل كان هذا حلما؟. 


يتبع ...

المعسكر 6 .. الأخيرة

قرب نهاية الليل و قبل بزوغ الشمس بحوالي ساعتين و أكثر .. وقفت الفصيلة على شكل طوابير منتظمة الشكل في أبعد أركان باحة مركز التدريب، متكوم ...